سلسلة احب البيئة: الغيمة الرمادية

ا ناصع البياض. بَدَأَ التَّقْنافُ بِالتَراقُص في السَّماء. وهنالِكَ نُتَفْ تَتَرَاحَمُ فِي تَصِلَ باكِرًا إلى الأرض ما أَجْمَلَها مِنْ لوحَةٍ. سَكَنَ كُلُّ شَيْءٍ. سادَ الصَّفَاءُ وَمَا عَادَ مِنْ مَكَانٍ للضجيج وحدها الرِّياحُ كانَتْ تَعزُفُ الأَلحانَ لِيَسْتَمِرَّ التَّقْنافُ بالرَّقْص. سَطَعَتِ الشَّمسُ بِأَشِعَتِها ولَمْ يَعُدْ حينها أي غَيمَةٍ في السَّماءِ. ضَحِكَ الجَبَلُ وَتَذَكَّرَ ضَيْفَتَهُ الَّتِي غادَرَتْهُ لِلتَوْ، وَتَذَكَّرَ كَلِماتِها عَنْ دَوْرَةِ الحَياةِ. أَدْرَكَ بَعدَ أَنِ ارْتَدى المَعْطِفَ الأبيض أنَّ ضَيفَتَهُ اللَّطيفَةَ سَتَزورُهُ مَرَّةً أُخرى، فَالشَّتَاءُ فِي بِدَايَتِهِ، وَالقُلوجُ سَتَتَسَاقَطُ مِنْ جَدِيدٍ قَبلَ أَنْ يُطِلَ فَصلُ الرَّبِيعِ بَعدَ شُهُورٍ.

شعَرَتِ الغَيمَةُ الرَّماديَّةُ أنَّ الوَقْتَ حانَ كَيْ تَفْتَحَ العُلبَةَ وَتُقَدِّمَ مَا بِداخِلِها هَديَّةٌ للتُّرابِ فَوقَ الجَبَلِ. فَتَحَتْها بِسُرْعَةٍ فَتَساقَطَتْ حَبّاتُ البَردِ بِغَزارَةٍ بَدَأَتِ الحبّاتُ اللَّوْرِيَّةُ تَتَحَوَّلُ إلى حَبَاتِ ثَلْجِ بَعدَ أنْ أصْبَحَتْ أَكْثَرَ جَفَافًا لَمْ يَطُلِ الْأَمْرُ. كَانَ التَّرابُ قَدِ اكْتَسَى ثَوبًا شَفَافًا أبيض، وَبَدَأَ يَتَرَقَّبُ مَجيء بءَ النَّفْنَافِ كَيْ يُلبِسَهُ مَعْطِفًا